قبل مغادرة الشهواني.. كلمة لابد منها!!
التاريخ: 5-6-1430 هـ
الموضوع:
2009-05-28
بقلم : وعد الحمداني
رغم المماطلة، التسويف، المخاتلة والتوســل فإن مغادرة محمد عبدالله الشهواني لجهاز المخابرات قد أتخذ في .. واشنطن .. بعد أن تجاوز عمر الرجل عقده السابع وإنتهاء عقد عمله مع بريمر. ولكن الحكومة العراقية التي يديرها حزب الدعوة الإسلامية، وجدت في ضعف الشهواني وتوسله البقاء على رأس الجهاز، نقطة ضعف حيوية يمكن إستغلالها في إختراق الجهاز طولا وعرضا وعمقا. فالرجل الذي إتسم سلوكه (بالعنترية والفطحلة) إتجاه الحكومات السابقة والحالية عندما كان مدعوما من واشنطن، وجد نفسه وبعد فوات الأوان، مضطرا للتعامل والتعاون مع الحكومة كأحد أجهزتها الأمنية
أو بالمقابل مواجهة قرار الإقالة من منصبه (المتخذ بحقه لامحالة سواء شرع الأبواب أم لم يشرعها). فقد دفعته نزعة التشبث بالكرسي ولو لفترة قصيرة، فتح أبواب الجهاز على مصراعيها الى عناصر الحكومة الحالية والإئتلاف العراقي على وجه الخصوص (الدعوة والمجلس)، اللذين إحتلو مفاصل مهمة في الجهاز في هذا العام تحديداً، ولازال المالكي ومستشاريه يأملون بإغراق الجهاز بعناصر حزب الدعوة قبل إطلاق رصاصة الرحمة على الشهواني. لذلك فالقادم الجديد لإدارة الجهاز، سيجد نفسه حيال جهاز آخر قد تم تصميمه على قياس الدعوة والمجلس ولايمكن إحداث أي تغيير فيه. بعبارة أخرى، فإن التغييرات الجذرية المتوقع إجراؤها في الإدارة الجديدة، قد تم تنفيذها من قبل الإئتلاف وعلى يد الشهواني نفسه، بهدوء ودون ضجيج، دون أن يتحدث أحد عن إختراق الجهاز من قبل الإطلاعات الإيرانية وأجهزة مخابرات إقليمية أخرى.المسؤولية الوطنية تقتضي تسليط الضوء على شخصية السيد الشهواني، فقد حرصت جهات عديدة على وصفها بشكل مغاير للواقع من خلال إحاطتها بالحرص والوطنية وماشابه، وبدوافع مختلفة ومتعددة الإتجاهات على حساب مصلحة البلد العليا والأمن الوطني، وربما ساعدت تجاذبات الشهواني مع الجلبي والصغير في وضعه في خانة الوطنية والقومية بالنسبة للبعض، ودون وجه حق!!.
وسأعرض ماورد في ملفه الشخصي الذي تم العثور عليه في مديرية الإستخبارات العسكرية قبل الإحتلال. لقد أحيل الشهواني على التقاعد 1984 ليس لسبب سياسي كما يدعي، فالشهواني في الحقيقة لايفهم ألف باء السياسة. رياضي وهو في الحقيقة كذلك بارع بالقفز بالزانة والقفز الحر سابقا، طوله 190 سم، مفتول العضلات.
أولا : إنه من دورة خاصة بنواب الضباط الإداريين وليس خريج دورة عسكرية (35) مثلما يدعي في بطاقته الشخصية المنشورة على الموقع الرسمي لجهاز المخابرات العراقية. وبالتالي فهو خريج الدراسة المتوسطة فقط.
ثانيا: إشترك لاحقا في دورات للقوات الخاصة والطيران الشراعي.
ثالثا: سياسيا.. لم ينتمي الى حزب البعث العربي الإشتراكي، بسبب رفض الحزب طلبه بالإنتماء، رغم توسط بعض أعضاء المكتب العسكري لقبول إنتمائه، فقد رفض طلبه لأسباب خاصة!!، لاداع لذكرها (يعرفها البعض)؟.
رابعا: قام عدنان خيرالله بترقيته للإستفادة من هيئته الرياضية وعضلاته لإستخدامه آمر فصيل حماية، رغم إن عنوانه الرسمي (مستشار جوي). ولما كان عدنان خيرالله معروفا بعلاقاته النسائية المتعددة والمتشعبة في مناطق بغداد والمحافظات.. فقد أوعز الى محمد الشهواني بتشكيل فصيل خاص يضم عددا من ضباط صف القوات الخاصة لتأديب المتحرشين بصديقات عدنان خيرالله (التأديب الخفيف وليس القتل أو الإغتيال)، وبعد أن إتسعت الممارسات التأديبية للمواطنين من قبل الشهواني وفصيله الخاص، تصاعدت الشكاوى الى مدير الإستخبارات العسكرية، خاصة بعد أن نفذت عصابة الشهواني عملية تأديبية عنيفة جدا بحق المدعو "محمد جاسم العبيدي" شاب من سكان راغبة خاتون في الأعظمية عام 1984 دخل على إثرها المستشفى لمدة شهر، تقدم بعد خروجه بشكوى الى رئيس الجمهورية في حينه (صدام حسين)، الذي طلب معلومات دقيقة وشاملة عن منفذ الإعتداء (الشهواني)، وفتح تحقيق معه، قامت به الإستخبارات العسكرية فيما بعد من خلال إستدعاء الشهواني عدة مرات لغرض التحقيق في هذا الموضوع. (أي لم يكن التحقيق ذي صلة بالسياسة من قريب أو بعيد كما يدعي الشهواني). فالرجل لم يصنف كسياسي أو عسكري فهو رياضي على ملاك الحمايات الشخصية لوزير الدفاع السابق عدنان خيرالله، ومتخصص أيضا في تأمين الحفلات الماجنة ونثر الأوراق النقدية على رؤوس الغواني. ونقل الفرق الغنائية بالطائرات السمتية (فرقة دانة البصرية)،(سعدي الحلي)،(جبار عكًار وفرقته)، وفرق أخرى، للترفيه عن وزير الدفاع عندما كانت أنهار الدماء تجري في الحرب العراقية الإيرانية 1980- 1988.
سادسا: نتيجة للتهمة أعلاه وماسبقها من حملات تأديبية على المواطنين، تمت إحالته على التقاعد، كزيادة على الملاك.
سابعا: بعدها سافر محمد الشهواني الى الأردن، حيث جندته المخابرات الأمريكية للعمل معها، وكلفته ببعث أجهزة إرسال الى أولاده الثلاثة في بغداد والموصل كجزء من مخطط للإطاحة بنظام صدام 1996 وقد تطرق الى ذلك الدكتور أحمد الجلبي والدكتور أياد علاوي في العديد من المناسبات. في حين أكد جورج تينت مدير المخابرات المركزية الأمريكية الأسبق على علاقة الوكالة بالشهواني منذ 1991 وفي الحقيقة ربما كانت العلاقة بين الشهواني والمخابرات الأمريكية قبل هذا التاريخ.
ثامنا : شكل قوة من الطيارين ونشط مخابراتيا وتسلل مع مجموعته عبر الحدود الأردنية – العراقية لتسهيل مهمة قوات الإحتلال في سقوط بغداد من بوابة الأردن- الأنبار- بغداد!.
ملخص الحديث هو ضرورة إيجاد معيار للوطنية من عدمها لتقييم الرموز السياسية العراقية، فليس من الموضوعية إطلاق صفة الوطنية على شخص شارك المحتل تنفيذا أو تخطيطا في إحتلال العراق، بينما يوصم الآخر بالعمالة تحت نفس الشروط.
بقيت إشارة مهمة وأخيرة، وهي إن السيد الشهواني وكما هو مثبت في إضبارته العسكرية.. تركماني الأصل.. سكن والده محلة شهوان في الموصل.. وأمه كردية من كركوك.. متزوج من عربية شيعية، وجاء إنتماؤه الى قبيلة البو حمدان كما هو منشور في الموقع الرسمي لجهاز المخابرات، كصفقة إجتماعية سياسية هو بحاجة لها، للحصول على دعم سياسي من أطراف تدعي تمثيلها لفئات معينة. وثمن الصفقة تعيين الشيخ سعد شويرد الحمداني مستشارا عشائريا لجهاز المخابرات.. أليس كذلك؟