المسيحية ظهرت مع بداية قيام يسوع (السيد المسيح) بنشر رسالته في عام 25 ميلادي تقريبا، حيث وُلِد السيد المسيح في السنة الخامسة قبل الميلاد، وبدأ خدمته الرسولية وهو في سن الثلاثين، ثم مات وقام من بين الأموات، وصعد إلى السماء وهو في سن الثالثة والثلاثين .
وقد دار جدال كبير حول أصل انبثاقية الروح القدس، إذ قال الأرثوذكس بأن الروح القدس منبثق عن الأب، بينما يؤمن الكاثوليك بأن الروح القدس منبثق من الأب والابن معًا؛ تجتمع الطوائف المسيحية بعقيدة الخلاص والتي مفادها بأن الخطـيئة تسللت لآدم بكسره للناموس (أي للأوامر الإلهية أو الشريعة) وحيث أن أجرة الخطيئة هي الموت، فإن الموت أيضا قد حل على الجميع، ولا بد أن يكون هناك مصالحة بين الله كلي القداسة وبين الإنسان المخطئ، بحسب التقليد القديم في التوراة كانت هناك الذبائح لأنه لا يكون غفران إلا بدم، وبالتالي كانت هناك ذبائح لتكفير الذنب يقدمها الشخص عن نفسه، وكانت هناك تقدمات عن شعب إسرائيل بالكامل والتي كانت كما يعتقد المسيحيون رمز لذبيحة المسيح، تؤمن المسيحية بأن الله أراد أن يقدم للإنسان هذه المصالحة بينهما من خلال ابنه المسيح (الذي هو بلا خطيئة)، وعندما يسفك دمه على الصليب تكون هذه الذبيحة قد قدمت والخطيئة قد رفعت، والخلاص من نير الناموس والشريعة قد تم وأكتمل، وبالتالي كل من يؤمن بالمسيح كذبيحة كفارية فسوف يتخلص من الخطيئة، لأن الإنسان لا يملك أن يُخَلِّص نفسه.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا إن كانت الخطيئة قد رفعت عنا، فلماذا نخطئ ونخطئ، بعد أن نقبل المسيح كمخلص ؟ والجواب كما يؤمن أتباع هذه الديانة هو أن الإنسان الذي يؤمن بالمسيح لا يعود للشيطان وللخطيئة سلطان عليه، لذلك حتى وإن أخطئ فهو قادر على النهوض مجددا ومتابعة سلوك حياته الإيمانية؛ والسؤال الثاني إن كانت أجرة الخطيئة هي الموت والمسيح قام فعلا بدفع هذه الأجرة، فلماذا يموت المؤمنون به الطالبين للخلاص ؟؟ذلك لأنه وبحسب الإيمان المسيحي يتحرر المؤمن من الموت الروحي لأن كل إنسان مستعبد للخطيئة هو ميت حتى وإن كان حي فبالنسبة للمسيحيين تبدأ الحياة الحقيقية بالإيمان، وقيامة المسيح هي وعد لقيامة المؤمنين العامة في اليوم الأخير.
يتفرع من المسيحية عدّة مذاهب، ومذاهبها الرئيسية فهي: الكاثوليكية، الأرثوذكسية، وتقسم بدورها إلى أرثوذكسية غربية مثل كنيسة اليونان، وأرثوذوكسية شرقية أو قديمة (مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة السريانية الأرثوذكسية)، وشتّى طوائف البروتوستانتيّة. وحسب إحصائية العام 2008، تعدّ المسيحية من أكثر الديانات شيوعًا وأتباعها يربون على الملياري مسيحي (مليار كاثوليكي، 500 مليون بروتستانتي، 240 مليون أرثوذكسي، و275 مليون مسيحي من الطّوائف الأخرى)، ويلي المسيحية في الترتيب استنادًا على عدد الأتباع الإسلام بما يزيد على 1.3 مليار مسلم، ويلي الإسلام الهندوسية بأتباع يقاربون المليار هندوسي.
انبثقت المسيحية من الديانة اليهودية وأخذت الكثير من المعالم اليهودية كوجود إله خالق واحد، والإيمان بالمسيح ابن الله الحي (كلمة الله)، والصلاة، والقراءة من كتاب مقدّس. ولعل محور العقيدة المسيحية، كما يعتقد المسيحيون، يتمثل بالمسيح وعمله الكامل على الصليب لفداء المؤمنين