الأخ الفــــاضل؛
الكتاب المقدس هو مجموع الكتب الموحى بها من الله والمتعلقة بخلق العالم وفدائه وتقديسه وتاريخ معاملة الله لشعبه , ومجموع النبوات عما سيكون حتى المنتهى ,والنصائح الدينية والأدبية التي تناسب جميع بني البشر في كل الأزمنة .
من الذي كتب الكتاب المقدس ؟
لم يكتبه شخص من فكره بل كتبه بالوحي أربعون كاتبا من جميع طبقات البشر ,
واستغرقت كتابته ألفا وستمائة سنة . وفيه جميع أنواع الكتابة من نثر وشعر وتاريخ وقصص وحكم وأدب وتعليم وإنذار وفلسفة وأمثال وكل ما يحتاج إليه الإنسان من نصيحة وقانون عملي لحياة فاضلة حسب إرادة الرب . ومن الجدير بالذكر أن الكاتب كان يكتب بنفسه ما يوحى به إليه , أو كان يمليه على كاتب يكتبه له . والكتاب المقدس هو قاعدة وأصل الإيمان المسيحي ومصدره .بأية لغة كتبت
ما هي فصول الكتاب المقدس ؟
إن الكتاب مؤلف من قسمين رئيسيين . الأول نسميه بالعهد القديم , وهو التوراة , أي أسفار النبي موسى , والزبور أي زبور النبي داود . ثم كتب الأنبياء وغيرها . وقد كتب أكثره بالعبرانية . والقسم الثاني نسميه بالعهد الجديد , أي الإنجيل ,كما كتبه على صوره الأربع متى مرقس لوقا ويوحنا , ثم أعمال الرسل , السفر الذي كتبه لوقا أيضا , ثم رسائل بولس الرسول , ثم الرسائل الأخرى ورؤيا يوحنا اللاهوتي . وقد كتب باللغة اليونانية . هذه الكتب جميعها هي ما نطلق عليها اسم الكتاب المقدس.
والكتاب خال من كل خطأ أو زلل , وفيه كل ما يتعلق بالإيمان والحياة الروحية , وهو صادق كل الصدق من الناحية التاريخية والجغرافية والنبوية ودقيق دقة علمية متناهية .
ما معنى كلمة إنجيل ؟
كلمة إنجيل معناها الخبر الطيب أو بشارة طيبة . وقد أوجز الإنجيل في يوحنا (16:3) بأن الله أرسل إبنه الوحيد لخلاص البشر . والنقطة الرئيسية في الإنجيل كما بشر به بولس هي : أن المسيح مات لأجل خطايانا وأنه قام من بين الأموات .
الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يؤلف وحدة لا تتجزأ ولا تنفصل . فالقديم أساس والجديد امتداد له وتكميل , ولو فصلنا أحدهما عن الآخر لما اكتملت خطة الله للبشر . ومن يؤمن بالكتاب المقدس يؤمن به بعهديه معا على أساس أنه كلمة الله الموحى بها التي لم ولن تتبدل لأن الله هو هو أمسا واليوم وإلى الأبد .
تعاليم الكتاب المقدس متفقة فيما بينها تماما ولا تناقض فيها , ولها اتجاه واحد هو إعلان مقاصده تعالى للبشر . وحين نقرأ العهد القديم نفهم كيف خلق الله السماء والأرض وكل شيء . كيف خلق آدم وحواء و أين وضعهما وكيف أخطآ , ثم كيف أصبح نسلهما خاطىء مثلهما . وهنا يظهر وعد الله بخلاص الإنسان أي بإنقاذه من الورطة التي وقع فيها ومن نتائجها . وبانتظار مجيء المخلص أو المنجي أقام الله عهده مع إبراهيم مؤكدا له بأن المخلص سيأتي من ذريته . وتجدد الوعد لإسحق و يعقوب وتكلم عن هذا المخلص أنبياء العهد القديم عبر الأجيال كلها من موسى إلى داود إلى إشعياء ....إلخ . و من يقرأ توراة موسى ونظام الذبائح والرموز يدرك قصد الله من حيث نعمته إلى ذلك المخلص . وهكذا فصل الله بين الوثنية واليهودية واختار شعبا يأتي منه المخلص لجميع الأمم . وفعلا جاء المسيح من امرأة عذراء و كما تنبأ عنه الأنبياء في التوراة والزبور , وأول من آمن بالمسيح عندما بدا يبشر بالخلاص رجال بسطاء سموا بعد ذلك تلاميذ . ولما كانوا يرافقونه ويعملون بحسب تعليمه فقد أطلق عليهم اسمه ودعوا مسيحيين وهؤلاء التلاميذ حملوا بشارة الخلاص , حملوا رسالة الإنجيل إلى الأمم فيما بعد . فالمسألة إذن ليست مسألة انفصال بين العهد الجديد , ولا بين يهودي و مسيحي . الله لا يتبدل ورسالته لم تتبدل منذ القديم أعلن الله نفسه وكلم الناس بالأنبياء , وفى ملء الزمان كلمنا بالمسيح يسوع . وكل من يأتي إليه بالإيمان الأكيد بذبيحة الفداء هذه يصبح إبنا روحيا في عائلة عظيمة أعضاؤها من كل الشعوب والأمم . ومن كل لغة ولون وعرق فالجميع إخوة في المسيح