قصة المرض :-
طبعا أود ذكر ان اول حالة تم تأكيدها مختبريا كان بتاريخ 28-3-2009
كما أن هناك قصة تعود لعام 1990 أو 1991 حيث تتحدث هذه القصة عن اصابات حدثت بين صفوف المارينز في أحدى المعسكرات وكان قد تم تحديد سبب الأصابة بهذه الحالات من الأنفلونزا بكونه يعود لوجود الخنازير علما ان وفاة واحدة قد حصلت وقتها طبعا القصة منقولة من وكالة رويترز للاخبار وبالنسبة لصحة الخبر فهو غير مؤكد
كذلك أشدد على ان قبل هذه الحاله لم يسجل نهائيا اي حالات اصابة بانفلونزا الخنازير من الحيوان للانسان ومن الانسان للانسان.
لماذا ظهر المرض في المكسيك اولا؟ اذا اردنا مناقشة الموضوع من ناحية علمية بحتة فان امريكا تعتمد على تربية الخنازير في المكسيك لاغراض اقتصادية وهناك نوعين من الحضائر التي يتم بها تربية الخنازير:-
1.حظائر مفتوحة في الهواء الطلق وهذه تكلف كثيرا لكنها صحية نوعا ما.
2.حظائر مغلقة وهذه لا تكلف الكثير مقارنة بالمفتوحة التي تحتاج مساحات اكبر وهنا تكمن خطورة المسالة حيث يعتقد أنه بسب وجود هذه الحظائر وأكتضاض اعداد الخنازير بها فانه تم أنتقال مرض الانفلونزا من الانسان للخنزير والذي بدوره ادى الى حدوث طفرات وراثية في الفايروس وادى الى انتقاله من ثم للبشر من جديد وهذا الشكل الجديد لم يستطع الجسم تمييزه في بادئ الأمر مما يفسر حدوث هذه الجائحة المرضية ( المقصود بالجائحة هو حصول وبائي متفشي في العالم )
ومن الجدير بالذكر أن هناك انواع جينية تم تحديده من مرض الانفلونزا الوبائيه هذه حيث انه يوجد نوعين مهمين :-
الأول خليط من الأنفلونزا البشرية الاعتيادية الموسمية بالأضافة الى جينات من انفلونزا الطيور وجينات من انفلونزا الخنازير الأمريكية
الثاني خليط من الأنفلونزا البشرية الاعتيادية الموسمية بالاضافة الى جينات من انفلونزا الطيور وجينات من انفلونزا الخنازير الأسيوي اوربي
( يعني هوة مشكل بشر على خنازير على طيور )
وهنا الفت النظر الى أن الخنزير ممكن ان يكون قد اصيب بانفلونزا الطيور ايضا وقام بجمع هذه الخلطة الجينية في داخل جسمه ليعود وينتج نوع جديد من الانفلونزا الجينية المعدلة احيائيا مما يجعل الجهاز المناعي للانسان غير قادر نهائيا على حماية نفسه منها
من ملاحظة هذين النوعين يتبين ان الخنازير ليست وحدها سبب هذا الأنفلونزا لهذا وعلميا فنحن نسميها بانفلونزا H1N1 09 وحسب تعريف منظمة الصحة العالمية الوبائي فهي تسمى بالأنفلونزا الوبائية ولا وجود للخنزير لحد الأن وانما أسم أنفلونزا الخنازير اطلق لوجود الشبه الجيني بين الانفلونزا التي تصيب الخنازير وهذا النوع البشري الجديد من الأنفلونزا الوبائية.
العلامات السريرية :-لقد قامت منظمة الصحة العالمية بتعريف قياسي للمرضى المشتبه بهم وهو كالاتي :-
•ان يكون الشخص مصاب بحمى مع حرارة لا تقل عن 38 مئوية او وجود سعال او احتقان او ضيق التنفس مع وجود أحد الفقرتين التاليين ( واحدة من النقطتين فقط )
1.ان يكون هذا الشخص ملامس لحالة مؤكدة خلال مدة أقصاها سبعة ايام
2.ان يكون هذا الشخص قادم من رحلة لمنطقة موبوئة خلال مدة اقصاها سبعة ايام
وهنا كنت قد قلت انه شخص وليس مريض لان الانفلونزا الاعتيادية تسبب كل هذه الاعراض لكن بوجود احدى النقطتين التي اسفل التعريف تجعل من الشخص حالة مشكوك بها.
وهنا ماهو الفرق بين الحالة المؤكدة والحالة المحتملة والحالة المشكوك بها:-
الحالة المشكوك بها ( suspected case ) وهي الحالة التي ينطبق عليها التعريف الوبائي لمنظمة الصحة العالمية فقط.
الحالة المحتملة ( probable case ) وهي حالة مشكوك بها تم أجراء بعض الفحوصات الاولية لها والتي اكدت وجود أشتباه أولي للأصابة
الحالة المؤكدة ( Index case or Confirmed case ) وهي حالة محتملة تم تشخيص وجود فايروس نوع H1N1 بها
وهنا أود ذكر أن مختبر الصحة العامة في العراق قادر على اجراء تحليل H1 فقط اما بالنسبة لN1 فيتم أجراؤه في المركز الأقليمي لمنظمة الصحة العالمية في مصر EMRO
كما اود ذكر أن الحالات التي تسجل في منظمة الصحة العالمية هي حالات مؤكدة فقط ( مامعناه مائة مائة H1N1 )
من هم اكثر الناس عرضة للمرض :-لوحظ من خلال مراقبة تصرف المرض وانتشاره ان نسبة عاليا جدا من المراهقين والشباب هم ضحايا المرض الرئيسين علما أن المرض بصورة عامة غير مؤذ ونسب الوفاة به حسب اخر احصائية ليوم 28 – 6 – 2009 هية 3 بالالف وهي نسبة قليلة ( 226 وفاة من اصل 59600 حالة ) علما ان هناك اناس اصيبوا بالمرض وبقوا دون اية اعراض تذكر, كما ان اغلب المرضى لم تحدث لهم مضاعفات مهمة. لهذا نستطيع ان نقول لا داعي للرهبة منه فهي أنفلونزا أعتيادية لكن لكونها نوع جديد فان المؤسسات الصحية تتوقع ان يؤذي في بداية الوباء فقط لعدم تاقلم الجهاز المناعي لجسم الأنسان بسرعة معه كونه مرض جديد . كما انه تعتبر هذه اجراءات أحترازية مشددة لكي لا يؤخذ الشخص على غفلة من أمره.
جزء من الخارطة الوبائية للمكتب الاقليمي للشرق الاوسط لمنظمة الصحة العالمية
وفيه يبين عدد الحالات في دول الجوار علما ان عدد الحالات المسجلة لحد الان هو 261 حالة في المنطقة ولم تسجل اية حالة وفاة العلاج :-بالنسبة للملامسين فان أخر توصيات منظمة الصحة العالمية توصي بعدم اعطاء عقار ال Tamiflu الا للمصابين فقط وهنا اقول الوقاية خير من العلاج علما ان جرعة العلاج هية 75 ملغم مرتان يوميا للكبار اما الصغار فبحسب الوزن كما أن البعض يقول ممكن اعطاؤه للحوامل بصورة امنة ان كان هناك اصابات بالحوامل, هذا بالاضافة الى الادوية خافضة الحرارة والمضادات الحيوية للألتهابات البكتيرية الثانوية وغيرها من العلاجات الساندة من مغذيات وغيرها .
لهذا لا جدوى من العقار للملامسين والحالات المشكوك بها.
اللقاحات هنا اود ذكر انه قبل اسبوع تمكنت مختبرات شركة نوفارتس
Novartis من تطوير لقاح ضد هذا النوع من الانفلونزا وهذا يعتبر وقت قياسي جدا في مفهوم الوبائيات علما ان اللقاح قيد التجربة.