[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] العراق يسعى للانضمام الى اتفاقية دولية لمكافحة التصحر
علي تكنو
خاص لمنتديات شلون انساك
كثيرا ما اجتاحت مناطق ومدن العراق المختلفة عواصف ترابية ادت في الغالب الى حدوث وفيات سيما من يعاني من امراض في الجهاز التنفسي فضلا عن سلبيات اخرى ولعل ازدياد هذه الظاهرة خلال الاعوام القليلة الماضية دق ناقوس الخطر لدى المعنيين بالجانب البيئي والزراعي وغيرها من الجوانب ذات العلاقة.
وللبحث عن الاسباب والتاثيرات المناخية لهذه الظاهرة اقامت وزارة البيئة بالتعاون مع هيئة المستشارين في مكتب رئيس الوزراء ندوة تحت شعار (ظاهرة الغبار في العراق) بمشاركة عدد كبير من العلماء والباحثين والمختصين، وفي كلمة القاها ثامر الغضبان رئيس هيئة المستشارين أوضح أن العواصف الترابية هي أحدى نتائج ظاهرة التصحر التي اصبحت ظاهرة اقليمية اذ تجتاح أكثر بلدان العالم وخاصة البلدان العربية وهو ما دفع بالمؤتمرات الدولية التي تناولت الظاهرة الى تشجيع الانضمام الى اتفاقية دولية لمكافحة التصحر والتي دخلت حيز التنفيذ سنة 1997.
واكد الغضبان ان العراق يسعى للانضمام الى هذه الاتفاقية, ويتوجه في الوقت نفسه الى اتخاذ اجراءات ملموسة وفاعلة للتصدي لظاهرة التصحر باعتبارها من اهم اسباب العواصف الترابية، مشيرا الى ان عقد هذه الندوة جاء استجابة لدعوة رئيس الوزراء للتحري عن أسباب تعاظم ظاهرة الغبار والتصدي لها ما امكن، الغضبان تطرق ايضا الى وجود توجه عالمي للتحسب لظروف تناقص واردات المياه خاصة في منطقة الشرق الاوسط مما يستوجب تكييف البرنامج مع الواقع البيئي المتوقع.
وكشف رئيس هيئة المستشارين عن تطلع الهيئة لتضافر جهود الجهات ذات العلاقة للاسراع في تطبيق الاجراءات التي من المتوقع ان تحد بشكل كبير من ظاهرة التصحر والعواصف الترابية بغية تحقيق اهداف اخرى من خلال زج الخبرات والطاقات العلمية للمشاركين في الندوة لبلورة آلية تعنى بظاهرة الغبار من كافة الأوجه للتحري عن الوسائل الكفيلة بالمعالجة او الوقاية من هذه الظاهرة والاستفادة بما هو متاح من الدراسات الوطنية والاقليمية والدولية والاستعانة بتطبيق التشريعات والاجراءات والتفاعل مع الانشطة العالمية بهذا الخصوص، واعرب عن امله بأن تتمخض جهود وخبرات نخبة العلماء والباحثين المشاركين في هذا الملتقى العلمي عن توصيات ومقترحات إجرائية تحدد شكل هذا النشاط والجهات التي يمكن ان تساهم فيه، مؤكدا دعم هيئة المستشارين للطروحات المثمرة.
الندوة التي حفلت بالعديد من الدراسات العلمية القيمة والنقاشات الجادة, تم الاتفاق في ختامها على عقد ندوة علمية اخرى بعد عطلة عيد الفطر المبارك، للخروج بتوصيات علمية وعملية وإجرائية بحجم التحديات التي تشكلها هذه الظاهرة على العراق.
يذكر ان هيئة المستشارين تهتم بموضوع تصاعد الغبار والتغييرات المناخية فضلا عن شحة المياه كونها هيئة أسست بتوجيه لتكون بمثابة قاعدة للعمل الاستشاري الموجه لدعم النشاط المدني للدولة، في تسيير شؤونها، وتتلخص مهامها بتقديم المشورة وتقويم الخطط والبرامج والمساهمة في بلورة السياسات واعداد الدراسات، حيث تضم ثمانية مكاتب استشارية متخصصة بالاقتصاد، والنفط والطاقة، والاعمار والخدمات، والتربية والتعليم، والاقاليم والمحافظات، والزراعة والمياه، والشؤون القانونية، والصحة. ويدير هذه المكاتب نخبة من ذوي الخبرة والاختصاص ممن يمتلكون قدرة البحث والتحليل والدراسات لا يتجاوز عددهم (20) عضوا تم انتقاءهم على وفق المواصفات المذكورة، حيث تسعى جاهدة بالتعاون مع وزارة البيئة باعتبارها الوزارة الحاضنة للانشطة البيئية والمتكفلة بأعمال الرصد، بغية التوصل الى رؤية لاتخاذها أساسا لاطلاق استراتيجية وطنية تتضافر خلالها عناصر حماية البيئة والتكيف للتغيرات المحتملة القادمة.